ابي ان كنت في اعين الناس اسيراً ... فأنت الحر في عيني

المدونة تعبر عن رأيي الشخصي
سعد الشاطر

Tuesday, April 8, 2008

دعاء المواطن المصري لابنه



ربـنـا يبـعـد عـنـك الأشــرار ويجعل لك فـي كـل خطـوة دولار

ويبـعـد عـنــك أولاد الإيـــه و لا يخيـبـك خـيـبـة الجـنـيـه

ويجعـل أعمالـك كلهـا حسـنـات ويكفيـك شـر شهـادة المخالـفـات

ويحـوش عنـك كــل الـشـرور ويكفيـك شـر كمـيـن الـمـرور

ويكـون لـك دايمـاً فـي الـعـون ويكفيـك شـر فاتـورة التليـفـون

ويجعـل لـك كـل النـاس حبايـب ويكفيـك شـر بتـوع الضـرايـب

ولا يجـعـل عيـالـك محـرومـة ولا يخيـبـك خيـبـة الحـكـومـة

ويجعـل أصحابـك كلهـم إخـلاص ويكفيك شـر سواقيـن الميكروبـاص

ويحميـك يابـنـي مــن إبلـيـس ويكفيك شر سواقين الجيش والبوليـس

وينـور لـك طريقـك بالبـركـات ويكفيـك شـر الحفـر والمطـبـات

بدعيلـك وبـدعـي لـكـل أولادي يكفيكـم شـر الركـود الإقتصـادي

ويكتـر فــي جيوبـكـم النقـديـة ويرحمكم من شر الدروس الخصوصية

ولا يحرمكـم مـن أكــل الـفـول ولا يخرب بيتكم بفواتيـر المحمـول

Tuesday, April 1, 2008

فرعون ارحم



قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : لقد أصبحت اليوم ضيق الصدر، مغتم النفس ، متكدر الخاطر ، أفما لهذا الليل من آخر ؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : وما ذاك ؟


قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : قرأت اليوم في المصري اليوم أن وزير التعليم العالي (انزعج ) حين لمح فتاة منقبة بين آلاف الفتيات اللواتي جيئ بهن من كل جامعات مصر إلى احتفالية تولّت كبرها جامعة الزقازيق تحت مسمى ( ملتقى فتيات الجامعة !!) و قد أعقب معاليه ( انزعاجه ) بلوم القائمين على هذا الملتقى ، وأغلظ لهم في القول .

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : وما الذي أنكرت في ذلك ؟


قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : كيف ( ينزعج ) الوزير لمجرد رؤية فتاة منقبة وسط آلاف أو مئات ؟ هل يظن معاليه أن المنقبات لا يحل لهن أن يمارسن الأنشطة الطلابية التي يموّلها معاليه مما ورث من مال آبائه وأجداده ؟

لقد كان فرعون أرحم من هؤلاء .

أليس كذلك يا سيدنا ؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : بلى !! إن فرعون لما استمع إلى موسى لم يلجئه ضيق الصدر و(الانزعاج ) إلى ما يسميه مثقفوكم المستنيرون ( إقصاء الآخر ) ، بل التفت إلى مستشاريه ووزرائه مستفهما طالبا الرأي والمشورة : (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ) (الشعراء :25) فلما أظهر لهم موسى ما معه من المعجزات ،قال فرعون لوزرائه وقومه إن هذا لساحر عليم ، وطلب منهم الرأي والمساعدة ، (قَالَ لِلْمَلأِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ* قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ) (الشعراء :34-36) فقد كان مستشارو فرعون وخاصته ديموقراطيين ، وكانوا لا يعرفون (إقصاء الآخر) وإنما يعرفون مبادلة الحجة بالحجة ، وقرع الدليل بالدليل ، ومواجهة الفعل برد فعل من جنسه ، مساو له في القوة ، فيما روي عن نيوتن من قوانينه الثلاثة الشهيرة .
وعلى عادة خدم النظام ومشايعيه وبلطجيته، ينتظر هؤلاء الأقزام من السادة بعض العطف ويستمطرون فتات موائدهم في صراحة صريحة، فيعدهم النظام ويمنيهم بالقرب ، ويطمعهم بالخلعة عند الغلبة وبأنواع الكرامة والتقريب (فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (الشعراء / 41-42
)

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : وأغلب الظن يا سيدنا أن فرعون كان حليما .

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : بل لقد كان شديد الحلم ، واسع الصدر ، ألم يتبادل الرأي مع وزرائه؟ ألم يستمع إلى حوار السحرة مع موسى؟ ألم ينتظر يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى لينظروا في الأمر ويروا لمن تكون الغلبة ؟ ألم يطلب من موسى الدليل على صدقه ؟ ( قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (الأعراف:106) بل ، ألم يطلب منه البينة ممثلة فيما كان معروفا - في عصره – من أزياء ذوي الهيئات ؟ فتساءل عن لباس موسى مندهشا حين سمعه يدعي النبوة " فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) (الزخرف/ 5

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : فما الذي منع فرعون من اعتقال موسى وتقديمه لمحكمة عسكرية بتهمة محاولة قلب نظام الحكم ؟ وازدراء الدين ؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : لأن نظام الحكم ياولدي كان قائما في تلك العهود السحيقة على سيادة القانون دون غيرها .

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : لا شك أنك تمزح يا سيدنا

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : أنا لا أمزح يا بني والدليل في القرآن الكريم واضح وضوح الشمس ، ألم تر إلى موسى عليه السلام وهو هارب من مصر بعد أن وكز القبطي فقضى عليه ، هرب وخاف من تطبيق القانون عليه برغم وضعه الخاص ، فهو في حكم الابن بالتبني بالقياس إلى فرعون ، لأنه نشأ في بيته ، وقالت امرأة فرعون حين جيئ به إليها : عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (القصص /9) وقد أبدى موسى تخوفه لربه سبحانه وتعالى حين كلفه الذهاب إلى فرعون ( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) (القصص/33) ألا ترى إلى الأرواح تزهق في عصرنا بأيدي صغار الكبار دون قصاص أو دية ؟ لأن القانون في إجازة كما تعلم .

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : فكيف كان فرعون يصنع لو شهد حفل جامعة الزقازيق ورأى فتاة منقبة بين السافرات ؟ أكان حياءه ينخدش ؟ و( ينزعج ) كما انزعج ذلك المترف المنعّم ؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : ما أظن ، فإن حاكما متألها معبودا يطلب البينة ويصبر للمواجهة ،من عدو له – في رأيه – ويستنصر عليه قومه ، ويبصّرهم بما يمثله لهم هذا العدو من خطر على عقيدتهم ، ويستجلب له من يقارعه الحجة بالحجة ، رجل كهذا ماكان لينزعج من رؤية طالبة تحشمت بقدر ما بلغها من علم ، وآمنت بأن اللباس ما كان ليحول بينها وبين الحياة الجامعية كما فهمتها ، فتاة صدقت ما يقال لها عن حرية الفكر وحرية الرأي ، وظنت أن زيها لو آذى أحدا فسيناقشها كما نوقش موسى ، وسيطالبها بالدليل كما طولب موسى ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ..!!

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : وهذا العدد الكبير من المذيعات اللواتي يحجبن عن الظهور لأنهن تحجبن ؟ما بالهن يتقاضين أجورهن ويستحللنها ولا يعملن ؟ فوزرهن عليهن أم على سادتهن ورؤسائهن ؟

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : ألسن تحجبن باختيارهن ؟

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : بلى .

قال الأستاذ الشيخ لتلميذه الفتى : فماذا في حجبهن من عجب ؟

قال التلميذ الفتى لأستاذه الشيخ : صدقت يا ابن رجب . الحجب – بكسر الجيم – لمن احتجبت وجب . !! والانزعاج ممن تنقبت أعجب من العجب ...!!
د. مصطفى رجـب _ اعداد : مجموعه ريح الشـرق